مـــنـــتـــــدى أزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ئاكــــــــــرى

مدير المنتدى جابرالعقراوي يرحب بك اخي الكريم نرجو التسجيل في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـــنـــتـــــدى أزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ئاكــــــــــرى

مدير المنتدى جابرالعقراوي يرحب بك اخي الكريم نرجو التسجيل في المنتدى

مـــنـــتـــــدى أزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ئاكــــــــــرى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـــنـــتـــــدى أزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ئاكــــــــــرى

منتدى الجيل الرابع شباب ئاكرى

   تحية من مدير المنتدى جابرالعقراوي الى المشرفين والاعضاء الكرام نرجو التواصل معنا  ((كل ما ينشر في المنتدى لا يعبر ابدا عن وجهة نظرالمدير العام الشخصي))                  

ادارة المنتدى

المدير العام للمنتدى
جابرالعقراوي

مجموعة عملاقة من الكتب

مواضيع مماثلة

     
     
      مـــنـــتـــــدى  أزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ئاكــــــــــرى

     

     

    تدفق ال RSS


    Yahoo! 
    MSN 
    AOL 
    Netvibes 
    Bloglines 

     
     
    جدول موجود في القسم الديني

      صور من مواساة المسلم لأخيه المسلم

      جاسم شلال
      جاسم شلال
      عضو متقدم
      عضو متقدم


      عدد المساهمات : 122
      نقاط : 45096
      تاريخ التسجيل : 20/01/2012

      صور من مواساة المسلم لأخيه المسلم Empty صور من مواساة المسلم لأخيه المسلم

      مُساهمة من طرف جاسم شلال الجمعة يناير 20, 2012 11:37 am

      صور من مواساة المسلم لأخيه المسلم
      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
      أما بعدُ .
      الأخوة في الله منطلق كل خير : لأنها تجمع المسلمين على كل خير وفلاح وعلى وجهة واحدة وغاية واحدة وقدوة واحدة ، فهي الحياة ومن دونها الهلاك فلا أمة ولا جماعة يمكن أن تتحقق بدون هذا الرابط ، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا ثلاث ما أحببت البقاء : لولا أن أحمل على جياد في سبيل الله ، ومكابدة الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر .
      ويقول ابنه عبدالله : والله لو صمت النهار لا أفطره ، وقمت الليل لا أنامه ، وأنفقت مالي غلقاً غلقاً في سبيل الله أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعته ولا بغض لأهل معصيته مانفعني ذلك شيئاً .
      وهكذا يتحدد للطريق معالمه ، فاسلك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحقق حب الله لك ،واسمع إلى عيسى عليه السلام وهو يقول :تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم ، والتمسوا رضا الله بسخطهم ، قالوا ياروح الله فمن نجالس ؟ قال جالسوا من تذكركم الله رؤيته ، ومن يزيد في إيمانكم كلامه ومن يرغبكم في الآخرة عمله .
      المواساة : (إِسًا ، بالكسْرِ ويُضَمُّ ) ؛ كما في الصِّحاحِ . فالمَكْسُور جَمْع الإسْوَة المَكْسُورَة ، والمَضْمُوم جَمْع !الأُسْوَة المَضْمُومَة ؛ .. وآساهُ بمالِهِ ! مُواساةً : أَنالَهُ منه وجَعَلَهُ فيه إسْوةً .
      وقد جاء ذكرالمُواسَاةِ في الحدِيثِ كثيراً ، وهي المُشارَكَةُ والمُساهَمَةُ في المَعاشِ والرّزْقِ ؛ وأَصْلُها الهَمْزة فقُلِبَت واواً تَخْفيفاً . وفي حدِيثِ الحُدَيْبِيَة : ( إنَّ المُشْركينَ !وَاسَوْنا للصُّلح ) ؛ جاءَ على التَّخْفيفِ . وعلى الأصْلِ جاءَ الحدِيثُ الآخَرُ : ( ما أَحَدٌ عنْدِي أَعْظَمُ يَداً من أَبي بكْرٍ!آسانِي بنفْسِه ومالِهِ ).
      والقاعدة العامة في المواساة : أن يكون المرء دائماً في حاجة أخيه .
      أنواع المواساة :
      وقد لخّص ابن القيم في الفوائد ـ رحمه الله ـ أنواع مواساة المؤمن لأخيه المؤمن تلخيصاً جيداً فقال : المواساة للمؤمن أنواع : مواساة بالمال ، ومواساة بالجاه ، ومواساة بالبدن والخدمة ، ومواساة بالنصيحة والإرشاد ، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ، ومواساة بالتوجّع لهم .
      وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب إتباعهم له .
      فالأخوة : تفرض عليك واجبات كثيرة تجاه أخيك المسلم منها :
      الأخوة: تكافل مادي :
      لقول الرسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من نفس عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ومن ستر أخاه المسلم ستره الله في الدين والدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
      الإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ، ويضيع مع الشح والإمساك ولذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية واكفهم ندية ، ووصاهم بالمسارعة الى الاحسان ووجوه البر ، وان يجعلوا تقديم الخير الى الناس شغلهم الدائم لا ينفكون عنه في صباح او مساء .
      عن سالم بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة .
      وأي ظلم لأخيك وأي تسليم وأي خذلان له هذا أن تتركه وأبناءه جياعاً عراة.
      الأخوة :تكاليف اجتماعية تتناول أبسط الواجبات :
      وأهمها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :حق المسلم على المسلم ست. قيل ما هن يا رسول الله قال : إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه .رواه مسلم برقم (5778).
      وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: «إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا لأن أهلينا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة) ويقول عطاء بن أبي رباح رحمه الله : " تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث ، فإن كانوا مرضى فعودوهم ، أو مشاغيل فأعينوهم ، أو نسوا فذكروهم .
      الأخوة : أن لاتنام وأخيك جائع :
      لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس المؤمن بالذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه. رواه البيهقي ، في شعب الإيمان برقم (3389 ) .
      ففي الحديث القدسي قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى. قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين. قال أما علمت أن عبدى فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى. قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين. قال أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى. قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندى .رواه مسلم برقم (6721 )
      وأعلم أخي في الله : أن في كل كبد رطبة أجر كما أخبر الصادق المصدوق وسوف اضرب لك مثلاً عن ذلك كيف أن الله ادخل امرأة بغياً من بني إسرائيل الجنة لأنها سقت كلباً على ظمأ .عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن امرأة بغياً من بني إسرائيل مرت بكلب يلهث من العطش فنزعت له بموقها ماء فسقته فغفر لها .
      من أجل صنيعها هذا مع حيوان دخلت الجنة ، فكيف بمن أطعم وسقى، ورفع الضائقة ، وكشف الكربة، وفرج الهم عن أخيه المسلم .
      روي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه كان يقول : لأن أجمع نفراً من إخوانى على صاع أو صاعين من طعام أحب إلى من أن أخرج إلى سوقكم فأعتق رقبة. رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (566 ) .
      وقال أبو سليمان الدراني اني لألقم اللقمة أخاً من إخواني فأجد طعمها في حلقي .
      وكان ابن المبارك له جار يهودي فكان يطعم اليهودي قبل أبنائه ، ويكسوه قبل أبنائه ، فقالوا لليهودي : بعنا دارك . قال داري بألفيّ دينار ألفٌ قيمتُها وألفٌ جوارُ ابنِ المبارك ، فسمع ابن المبارك بذلك فقال : اللهم اهدِهِ إلى الإسلام فأسلم بإذن الله .
      مرَّ ابن المبارك حاجاً بقافلة ، فرأى امرأةً أخذت غراباً ميتاً من مزبلة ، فأرسل في أثرِها غلامه فسألها ، فقالت : مالنا منذ ثلاثة أيام إلا مايلقى بها فدمعت عيناه ، وأمر بتوزيع القافلة في القرية ، وعاد وترك حجَّتَه تلك السنة فرأى في منامه قائلاً يقول : حجٌ مبرورٌ ، وسعيٌ مشكورٌ ، وذنبٌ مغفورٌ .
      ياالله ماأجمل هذا الخلق ، وما أجمل هذه المواهب وما أحسن هذه السجايا الحسنة ، وأي إيمان في قلب هذا الرجل العالم بمقاصد الشريعة .
      حكى لي أحد الإخوة من نثق بهم : انه وقع في أزمة مالية فذهب إلى بعض إخوانه في الله يطلب منهم أن يمدوا له يد ولم يطلب شيئاً كثيراً سوى كيس طحين لعياله الثمانية فقال له: أحدهم والله ليس عندي شيء ، فبقى في مجلسه مخافة أن يظنوا انه غضب منهم ، فقام أحدهم وهو يريد الذهاب إلى العمرة لأنه اعتاد الذهاب إليها بكثرة ، وقال :مودعاً أصحابه : والله اني في بيت الله وأشتاق إلى بيت الله ، ولم يقدموا له شيئاً فعاد مكسور الخاطر إلى أطفاله فوجد الجيران قد أحسنوا إليه وإذا في بيته أكثر من كيس طحين .
      فأين هذا من خلق ابن المبارك ، وكم من مثل هذه الحادثة تقع في مدينتنا الآن ، يذهب أحدهم إلى العمرة ويعود وكأنه في ليلة عرس وجاره جائع وربما أمه وأباه بحاجة الى دواء او عملية جراحية وغير ذلك .
      أيها الأحبة إن الدنيا إذا خلت من الإيمان فلا قيمة ولاوزن ولا معنى لها من يترك أخاه يتضور من الجوع والعوز ثم يذهب إلى بيت الله فواله وان قلبه قد خلا من الإيمان .
      الأخوة : أنس ومحبة وتكاتف :
      يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام . رواه البخاري برقم (6065 ) .
      الأخوة : غيرة ووفاء :
      يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله عز و جل أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة . رواه أحمد برقم (27576 ) ، وكذلك ورد بلفظ آخر عن ابن عمر قال : قال رجل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال أنفعهم للناس قال فأي الأعمال أحب إلى الله قال سرور يدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو يقضى عنه دينه أو يطرد عنه خوفاً.كنز العمال برقم ( 17043).
      الأخوة : تكافل نفسي وإحساس بحاجات الأخ والسعي لقضائها :
      مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم :لئن امشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهراً .
      ففي الحديث أن السرور الذي تدخله على قلب المسلم وقضاء الدين عنه وكشفك للكربة عنه أفضل من الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة شهر والصلاة في مسجد رسول الله تعدل 1000 صلاة من صلاة مساجدنا هذه .
      عن أبي محصن قال جاء رجل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما فسأله أن يذهب معه في حاجة فقال: إني معتكف فأتي الحسن بن علي رض الله عنهما فأخبره فقال الحسن : لو مشى معك في حاجتك أحبّ إلي من اعتكاف شهر.
      الأخوة : مواساة :
      عن أبى سعيد الخدرى قال بينما نحن فى سفر مع النبى صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له . قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا فى فضل.رواه مسلم برقم (4614 ).
      الأخوة : مواساة بالمال :
      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ كَالْقَائِمِ لَيْلَهُ، الصَّائِمِ نَهَارَهُ، وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، إِذَا اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ"يَعْنِي: إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى .
      وعن أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْىٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ .
      الأخوة : أن تواسي أخاك بجاهك :
      عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ عَبَّادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا ، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ .
      فيامن وهبك الله هذه النعم من منصب أو مال أو جاه فإذا لم تؤدي حقها فانك تعرضها للزوال فأنها سوف تزول وتذهب عنك إلى غيرك .
      قال طاوس : إذا أنعم الله على عبد نعمة ثم جعل حوائج الناس إليه فان احتمل وصبر وإلا عرض تلك النعمة للزوال .
      وكان الفضيل بن عياض يقول : أما علمتم حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقما.
      فالمؤمنون كالجسد يجب أن تتحقق المواساة بينهم : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ . رواه أحمد.
      ومن أعظم صور المواساة التي ركز عليها الإسلام هي المواساة بالمال ، فهل هناك في زماننا من يأخذ هذا الأمر مأخذ الجد للتنفيذ والتطبيق ؟ ولذلك قيل : إذا لم تجد أخاك عند الأزمة فكبر عليه أربعاً.
      ومن صور المواساة بالمال : إقراضه المال :
      عن أبى مسعود قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم: حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شىء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال : قال الله عز وجل : نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه .
      مرض قيس بن سعد بن عبادة ، فاستبطأ إخوانه ، فقيل له : إنهم يستحيون ممالك عليهم من الدين ، ثم أمر منادياً ينادي : من كان عليه لقيس حق ، فهو منه في حل ، قال : فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من عاده .
      عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السير تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر.
      المواساة بالحال :
      عن جابر قال : مكث النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً فقالوا : يا رسول الله إن ههنا كدية من الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم رشوها بالماء فرشوها ثم جاء النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ المعول أو المسحاة ثم قال : بسم الله فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال قال : جابر فحانت مني التفاتة فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد شد على بطنه حجراً .
      فحال الرسول صلى الله عليه وسلم كحال أصحابه أصابه الجوع كما أصابه فإذا جاعوا جاع قبلهم وإذا تعروا تعرى قبلهم ، فحاله ومقاله واحدة .
      فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد تعرض في بداية إسلامه لبعض المضايقات من سفهاء قريش مما اضطر خاله أن يجيره ، فلم يتعرض له أحد ، في تلك الأثناء كان يتحسر بسبب رؤيته للمسلمين وهم يتعرضون للتعذيب وهو بمأمن من ذلك فنراه يقول : (وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب . قال فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين قال : فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت : اسمع . فقال : ما أسمع قال : قلت : جوارك عليك رد . قال : فقال : لا تفعل يا ابن أختي . قال : قلت : بل هو ذاك . فقال : ما شئت !
      قال : فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام .
      بعض الشيوخ والمربين الذين نتربى على أيديهم في المساجد وفي غيرها يحدثك طويلاً في الزهد بالدنيا وبالإقبال على الله ، فإذا مادخلت بيته وجدته قصراً منيفاً ويستبدل أثاثه منزلة في كل عامين مرة ومائدته عامرة بكل أصناف الطعام ، فإذا بك ترى فرق كبير بين مقاله وبين حاله فحاله الحرص على المال والإقبال على الدنيا .
      دخلوا على بشر الحافي ـ رحمه الله ـ في يوم شديد البرد وقد تجرد ـ أي نزع ملابسه ـ وهو ينتفض فقالوا : ماهذا يابشر ؟ فقال : ذكرت الفقراء وبردهم وليس لي ما أواسيهم فأحببت أن أواسيهم في بردهم .
      ومن هذا القول نجد إن بشراً أراد أن يواسي الفقراء بحاله لا بمقاله .
      كان الخليل بن أحمد يمشي مع صاحب له فانقطعت نعل صاحبه فحملها ومشى حافياً ، فخلع الخليل ابن أحمد نعليه فحملهما ومشى حافياً فسأله صاحبه عن فعله ذلك ؟ ، فقال : أحببت أن أواسيك في الحفاء .
      عن أبى هريرة : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور ـ جمع دثر وهو المال العظيم ـ بالدرجات العلى والنعيم المقيم. فقال : وما ذاك .
      قالوا : يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم . قالوا بلى يا رسول الله. قال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة .
      قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء هذا حال الفرقة الأولى أما الفرقة الثانية : فهم يمسكون الأموال بخلاً ، ثم يشتغلون بالعبادات البدنية التي لا تحتاج إلى نفقة المال ، كالصيام والصلاة وختم القران ، وهم مغرورون لان البخل مهلك وقد استولى على قلوبهم ، فهم محتاجون إلى قمعه بإخراج المال فقد اشتغلوا عنه بفضائل لا تجب .
      قيل لبشر الحافي ـ رحمه الله ـ : إن فلاناً الغني كثير الصوم والصلاة فقال : المسكين ترك حاله ودخل في حال غيره وإنما حال هذا إطعام الطعام للجياع والإنفاق على المساكين فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ومن صلاته لنفسه من جمعة للدنيا ومنعه للفقراء.
      عن مطر الوراق عن جابر بن زيد قال : لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين أحب إليَّ من حجة بعد حجة الإسلام .
      عن أبي موسى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الأشعريين إذا أرملوا ( )في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد ( )بالسوية فهم مني وأنا منهم.
      فأين هذه الأخلاق اليوم إن جماهيراً غفيرة من أغنياء اليوم تشد الرحال كل عام إلى بلد الله الحرام للعمرة وتنفق الآلاف من الدولارات هدايا للمهنئين وجارهم الملاصق يتضور جوعاً ويتيمهم القريب لا يجد لقمة تسد جوعه ولا ثوباً يواري عورته ولا حتى علاجاً يسكن ألآمة أين الرحمة أيها الناس وأين الإحسان ألا يسمع هؤلاء قول نبيهم صلى الله عليه وسلم: خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر .
      ولما علم الصالحون هذا الفضل الكبير والثواب العظيم بذلوا أموالهم وأجهدوا أنفسهم في تفريج كربات المكروبين ومسح آلام المحزونين وقضاء حوائج المحتاجين ، كان السعي في مصالح الناس أفضل عندهم من الاعتكاف وصلاة التطوع فجدد الله بهم الأمل وأزال بهم الألم .
      حكي أن رجلاً في حالات النزع كان يردد ويقول ياليته كان الجديد ويالته كان كله ويالته كان أبعد فما أن فاق قالوا له ماهذا الذي تقول .
      قال اشتريت ثوباً جديداً فأعطيت ثوبي القديم لفقير محتاج وكان عندي رغيف خبز فقسمته بيني وبين جائع ورأيت أعمى يسير في الشارع فقدته حتى عبرت به الطريق .
      ذكر الغزالي في الإحياء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أُهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم رأس شاة فقال : إن أخي كان أحوج مني إليها ، فبعث به إليه ، فلم يزل واحد يبعث به إلى آخر حتى تداوله سبعة أبيات ورجع إلى الأول .
      والى كل هذه المعاني أشار سيدنا عمر رضي الله عنه بقوله : عليك بإخوان الصدق ، فعش في أكنافهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء.
      ودخل جماعة على الحسن وهو نائم ، فجعل بعضهم يأكل من فاكهة البيت ، فقال : رحمك الله ، هذا والله فعل الإخوان وقال أبو جعفر لأصحابه : أيدخل أحدكم يده في كم أخيه فيأخذ منه مايريد ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم بإخوان كما تزعمون .
      ويروى أن فتحاً الموصلي جاء إلى صديق له يقال له : عيسى التمار ، فلم يجده في المنزل ، فقال : للخادمة : أخرجي لي كيس أخي ، فأخرجته ، فاخذ منه ، درهمين ، وجاء عيسى التمار إلى المنزل فأخبرته الجارية بذلك ، فقال : إن كنت صادقة ، فأنت حرة فنظر ، فإذا هي صدقت .
      أخي كان هذا حال سلفنا الصالح ضيقوا على أنفسهم في سبيل التوسعة على إخوانهم وحملوا أنفسهم على التقشف في سبيل إشباع الجائع وكسوة العريان فلله درهم وأين اليوم أمثالهم ؟
      كان المعروف يجري في عروقهم وفعل الخير شعارهم تغمر أحدهم السعادة حين يفرج الله به كربة عن مكروب أو يمسح به ألم مكلوم .
      وحقوق الأخ المسلم على أخيه كثيرة ولكني أحببت أن اذكر في هذه الرسالة البعض منها وهو ماكان في باب المواساة فقط ، والحمد لله رب العالمين .











        مواضيع مماثلة

        -

        الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:03 am