رسالة إلى تلميذي النجيب
إلى : أخي وتلميذي النجيب ـ رعاه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اكتب إليك مذكراً إياك : الحر من راعى وداد لحظة : قاعدة عظيمة من قواعد التعامل بين الناس وضعها الشافعي ـ رحمه الله ـ بقوله : الحر من راعى وداد لحظة وانتمى ( انتسب ) لمن أفاده لفظه .
فلو جرت بينك وبين صديق وحبيب لحظة مودة ، فإن الحر يراعي ذلك ولا ينساها ، ويحسن عهد صاحبه بسبب تلك اللحظة ، فكيف بمن صداقتك معه سنين ،وجرت بينكما أحداث وذكريات فكيف إذا كانت هذه الصداقة مع من أفادك وأصبح لك أباً وأخاً وصديقاً وشيخاً ، وكما قيل : أبو الإفادة أقوى من أبي الولادة .
هذا هو دأب الصالحين ، وهذا هو نهجهم إذ الحر في ميزانهم هو ذلك الرجل الذي يحفظ الود ، ويديم الوصال، ويرعى حق الصحبة ، وإن كانت في عمر السنين لحظة واحدة ، ولا ينسى الفضل لأهله ، وإن قلّ حجمه ، أو خف وزنه ، بل تراه يحرص على أن ينسب الفضل لأهله ،عرفاناً منه بفضلهم وإحسانهم ، ولا يكفر بساعات الصفاء والود واللقاء ، ولا بأيام التزاور والوصال ، ويشكر من أحسن إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
فالأحرار .. قوم لا تنقلب حسنات الأمس في ميزانهم إلى سيئات ، ولا صفاؤه إلى شحناء وبغضاء ، ولا حبه إلى كراهية مطلقة وحقد دفين .
الأحرار .. هم الذين لا يجعلون من صديق الأمس - بسبب خلاف في الرأي ، أو سوء في الفهم ، أو خلاف في غرض من أغراض الدنيا - لا يجعلون منه هدفاً ، يصوبون نحوه كل سهام البغي والظلم والعدوان ، فلا يدعون سهماً في جعبة إبليس إلا وقذفوه به ، غير نادمين أو آسفين .
دخل صلى الله عليه وسلم إلى حائط ـ بستان ـ للأنصار وكان معه أعرابي فأخذ عوداً من أراك وقسمه نصفين فكان أحدهما معوجاً والآخر مستقيماً فأخذ المعوج وأعطى المستقيم للأعرابي فقال له الأعرابي : لم يا رسول الله أعطيتني المستقيم وأخذت المعوج ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله يسأل عن صحبة ساعة فإذا سألني أريد أن أكون فضلتك فيها على نفسي .
وهو بمعنى الأثر الآتي وهو : " ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها .
وقد تكون هذه العلاقة علاقة صديق بصديقه ،ألجأته ظروفك العملية أو الدراسية أن تلتقيا ،ثم تفترقا فكيف أنت معه الآن ،هل اتصلت به؟ هل تواصلت معه ؟ لربما أصيب بمرض خطير فدخل المستشفى وخرج منه ، ولم تعلم بذلك ، ولربما رزق بمولود فلم تهنئه ،ولربما مات له ولد فلم تعزيه ، ولربما مات فلم تُصلِّ عليه. فما هذا الجفاء منك ؟ وما هذا العقوق ؟ وأين حسن العهد ،أما علمت بأن حسن العهد من الإيمان.
وقد تكون هذه العلاقة علاقة تلميذ بأحد المشايخ أو الدعاة فلطالما سمعت منه كلمات وتوجيهات وإرشادات ، ودروس ومحاضرات ،ولطالما طربت أذناك بسماع صوته وتحرك قلبك ، وازددت إيماناً ، من جودة إلقاءه ، فتعلمت درساً ،وفقهت حكماً ،وعرفت واقعاً للمسلمين ،وسمعت بقضايا لم تكن تخطر لك على بال، وتعلمت منه أسلوباً من أساليب الدعوة إلى الله ، أو تعرفت من خلاله على أهل الصلاح ورجال الدعوة .
ثم حال بينك وبينه أحد عوارض الدنيا ، من تغير سكن أو هجرة أو مرض أو موت ،أو غيرها ، فكيف علاقتك به الآن ،هل تدعو له ،هل تجدد عهدك به ،أم أن ذلك الحماس، وتلكم اللحظات والذكريات ،أصبحت اليوم نسياً منسياً.
قال لي أحد مشايخي حين زرته : والله إني منذ عشر سنين أدعو لك ولفلان في كل صلاة ، فياله من وفاء من هذا الشيخ لتلاميذه ويالها من مراعاة لساعات الوداد .
فيا عبد الله راع وداد اللحظات الماضية ، والذكريات السالفة مع من تحب ، ولا تنسه ،وأحسن العهد بذلك ،راع حرمة الألفة والمودة ،التي عُقدت بينكما في يوم من الأيام ، فإلى من تشكو لحظات الوداد، وساعات الوصل، وسنوات الصفاء، حين تصبح فريسة سهلة لسهام طائشة، وأفواه عفنة، وألسنة سليطة؟!
فأين الأحرار.. الذين يحفظون وداد لحظة ، وصحبة ساعة ؟!
أين الأحرار.. الذين يبقون على الأخ ، ويديمون وصله؟!
أين الأحرار .. الذين لا ينسون لأهل الفضل فضلهم ؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( ).
إلى : أخي وتلميذي النجيب ـ رعاه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اكتب إليك مذكراً إياك : الحر من راعى وداد لحظة : قاعدة عظيمة من قواعد التعامل بين الناس وضعها الشافعي ـ رحمه الله ـ بقوله : الحر من راعى وداد لحظة وانتمى ( انتسب ) لمن أفاده لفظه .
فلو جرت بينك وبين صديق وحبيب لحظة مودة ، فإن الحر يراعي ذلك ولا ينساها ، ويحسن عهد صاحبه بسبب تلك اللحظة ، فكيف بمن صداقتك معه سنين ،وجرت بينكما أحداث وذكريات فكيف إذا كانت هذه الصداقة مع من أفادك وأصبح لك أباً وأخاً وصديقاً وشيخاً ، وكما قيل : أبو الإفادة أقوى من أبي الولادة .
هذا هو دأب الصالحين ، وهذا هو نهجهم إذ الحر في ميزانهم هو ذلك الرجل الذي يحفظ الود ، ويديم الوصال، ويرعى حق الصحبة ، وإن كانت في عمر السنين لحظة واحدة ، ولا ينسى الفضل لأهله ، وإن قلّ حجمه ، أو خف وزنه ، بل تراه يحرص على أن ينسب الفضل لأهله ،عرفاناً منه بفضلهم وإحسانهم ، ولا يكفر بساعات الصفاء والود واللقاء ، ولا بأيام التزاور والوصال ، ويشكر من أحسن إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
فالأحرار .. قوم لا تنقلب حسنات الأمس في ميزانهم إلى سيئات ، ولا صفاؤه إلى شحناء وبغضاء ، ولا حبه إلى كراهية مطلقة وحقد دفين .
الأحرار .. هم الذين لا يجعلون من صديق الأمس - بسبب خلاف في الرأي ، أو سوء في الفهم ، أو خلاف في غرض من أغراض الدنيا - لا يجعلون منه هدفاً ، يصوبون نحوه كل سهام البغي والظلم والعدوان ، فلا يدعون سهماً في جعبة إبليس إلا وقذفوه به ، غير نادمين أو آسفين .
دخل صلى الله عليه وسلم إلى حائط ـ بستان ـ للأنصار وكان معه أعرابي فأخذ عوداً من أراك وقسمه نصفين فكان أحدهما معوجاً والآخر مستقيماً فأخذ المعوج وأعطى المستقيم للأعرابي فقال له الأعرابي : لم يا رسول الله أعطيتني المستقيم وأخذت المعوج ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله يسأل عن صحبة ساعة فإذا سألني أريد أن أكون فضلتك فيها على نفسي .
وهو بمعنى الأثر الآتي وهو : " ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها .
وقد تكون هذه العلاقة علاقة صديق بصديقه ،ألجأته ظروفك العملية أو الدراسية أن تلتقيا ،ثم تفترقا فكيف أنت معه الآن ،هل اتصلت به؟ هل تواصلت معه ؟ لربما أصيب بمرض خطير فدخل المستشفى وخرج منه ، ولم تعلم بذلك ، ولربما رزق بمولود فلم تهنئه ،ولربما مات له ولد فلم تعزيه ، ولربما مات فلم تُصلِّ عليه. فما هذا الجفاء منك ؟ وما هذا العقوق ؟ وأين حسن العهد ،أما علمت بأن حسن العهد من الإيمان.
وقد تكون هذه العلاقة علاقة تلميذ بأحد المشايخ أو الدعاة فلطالما سمعت منه كلمات وتوجيهات وإرشادات ، ودروس ومحاضرات ،ولطالما طربت أذناك بسماع صوته وتحرك قلبك ، وازددت إيماناً ، من جودة إلقاءه ، فتعلمت درساً ،وفقهت حكماً ،وعرفت واقعاً للمسلمين ،وسمعت بقضايا لم تكن تخطر لك على بال، وتعلمت منه أسلوباً من أساليب الدعوة إلى الله ، أو تعرفت من خلاله على أهل الصلاح ورجال الدعوة .
ثم حال بينك وبينه أحد عوارض الدنيا ، من تغير سكن أو هجرة أو مرض أو موت ،أو غيرها ، فكيف علاقتك به الآن ،هل تدعو له ،هل تجدد عهدك به ،أم أن ذلك الحماس، وتلكم اللحظات والذكريات ،أصبحت اليوم نسياً منسياً.
قال لي أحد مشايخي حين زرته : والله إني منذ عشر سنين أدعو لك ولفلان في كل صلاة ، فياله من وفاء من هذا الشيخ لتلاميذه ويالها من مراعاة لساعات الوداد .
فيا عبد الله راع وداد اللحظات الماضية ، والذكريات السالفة مع من تحب ، ولا تنسه ،وأحسن العهد بذلك ،راع حرمة الألفة والمودة ،التي عُقدت بينكما في يوم من الأيام ، فإلى من تشكو لحظات الوداد، وساعات الوصل، وسنوات الصفاء، حين تصبح فريسة سهلة لسهام طائشة، وأفواه عفنة، وألسنة سليطة؟!
فأين الأحرار.. الذين يحفظون وداد لحظة ، وصحبة ساعة ؟!
أين الأحرار.. الذين يبقون على الأخ ، ويديمون وصله؟!
أين الأحرار .. الذين لا ينسون لأهل الفضل فضلهم ؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( ).
الخميس يناير 02, 2014 12:19 pm من طرف جابرالعقراوي
» اسماء العشرة المبشرة بالجنة حسب التسلسل
الجمعة يونيو 29, 2012 1:21 pm من طرف جابرالعقراوي
» من هم العشرة المبشرة بالجنة ؟
الجمعة يونيو 29, 2012 1:18 pm من طرف جابرالعقراوي
» المخضرم والتابعي
الجمعة يونيو 29, 2012 1:16 pm من طرف جابرالعقراوي
» عدد الصحابة
الجمعة يونيو 29, 2012 1:14 pm من طرف جابرالعقراوي
» اهمية الصحابة
الجمعة يونيو 29, 2012 1:12 pm من طرف جابرالعقراوي
» كيف نعرف الصحابي
الجمعة يونيو 29, 2012 1:07 pm من طرف جابرالعقراوي
» من هو الصحابي
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 pm من طرف جابرالعقراوي
» شعار معهد العلوم الاسلامية في ئاكرى
الإثنين أبريل 16, 2012 12:05 pm من طرف جابرالعقراوي
» أسماء الله الحسنى
الإثنين أبريل 09, 2012 5:42 am من طرف جابرالعقراوي
» اهل الفضل في الاسلام
الجمعة أبريل 06, 2012 11:54 am من طرف جابرالعقراوي
» اهداء للزواج
الأربعاء أبريل 04, 2012 11:55 am من طرف جابرالعقراوي
» موشحات دينية رائعة
الأربعاء أبريل 04, 2012 11:36 am من طرف جابرالعقراوي
» سلسلة القرائات النادرة
الأربعاء أبريل 04, 2012 11:32 am من طرف جابرالعقراوي
» جدول مواقيت الصلاة السنوية لمدينة ئاكرى
الأربعاء أبريل 04, 2012 11:22 am من طرف جابرالعقراوي
» مركز تحميل الملفات والصور
الأربعاء أبريل 04, 2012 2:40 am من طرف جابرالعقراوي
» الخطاط مسعود خالد
الأربعاء أبريل 04, 2012 2:37 am من طرف جابرالعقراوي
» التعليم الاسلامي في كردستان في بداية القرن العشرين
الأربعاء أبريل 04, 2012 2:00 am من طرف جابرالعقراوي
» عين سفني مركز قضاء الشيخان
الأربعاء أبريل 04, 2012 1:55 am من طرف جابرالعقراوي
» الخطاط محمد موسى ألنعيمي
الأحد يناير 22, 2012 12:49 pm من طرف جاسم شلال
» تفسير آية (80) من سورة يس
السبت يناير 21, 2012 5:16 am من طرف جاسم شلال
» اصل كلمة الخراج ومعناها
السبت يناير 21, 2012 5:13 am من طرف جاسم شلال
» كيف تقسم الأراضي الأميرية على الورثة؟
السبت يناير 21, 2012 5:10 am من طرف جاسم شلال
» قرية عوينات
الجمعة يناير 20, 2012 11:56 am من طرف جاسم شلال
» قضاء مخمور
الجمعة يناير 20, 2012 11:55 am من طرف جاسم شلال
» من قرى الموصل : كرمليس
الجمعة يناير 20, 2012 11:54 am من طرف جاسم شلال
» رسالة الى والدتي الحبيبة
الجمعة يناير 20, 2012 11:50 am من طرف جاسم شلال
» قصة ليلى والذئب
الجمعة يناير 20, 2012 11:48 am من طرف جاسم شلال
» رسالة الى تلميذي النجيب
الجمعة يناير 20, 2012 11:47 am من طرف جاسم شلال
» قطتي الى اين
الجمعة يناير 20, 2012 11:44 am من طرف جاسم شلال